Submit an ad

News - يجب أن يتجلّى تعزيز شرعيتنا الداخلية من خلال اعتماد دستورٍ جديد. — نيكول باشينيان

Business Strategy

يجب أن يتجلّى تعزيز شرعيتنا الداخلية من خلال اعتماد دستورٍ جديد. — نيكول باشينيان

by Lilit 22 نوفمبر، 2025

يجب أن تُعبر شرعيتنا الداخلية عن طريق اعتماد دستورٍ جديد، كما يقول باشينيان. 2025-11-22 18:45:00 يجب أن تعبر شرعيتنا الداخلية عن طريق اعتماد دستورٍ جديد، كما يقول باشينيان. في الملعب الجمهوري كارين ديميرشيان، عُقد أول مؤتمر لممثلي أجهزة الدولة في أرمينيا. حضر الحدث فاهاغن خاشاتوريان، رئيس الوزراء نيكول باشينيان، رئيسة البرلمان ألين سيمونيان، رئيس المحكمة الدستورية أرمين ديلانيان، وممثلون من السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ودوائر إنفاذ القانون والإدارة الإقليمية والحكم المحلي والهيئات المستقلة والذاتية، والخدمات الخاصة، وجنود، وشرطة، والمنقذين، وموظفو المؤسسات التعليمية والثقافية والصحية، والطلاب، والتلاميذ، وأكثر من 7000 شخص. وهذا ما أفادت به دائرة الإعلام الحكومية. ألقى رئيس الوزراء كلمة بعنوان “صيغة طول عمر الدولة”، وفيها أشار، من بين أمور أخرى، إلى: فخامة رئيس الجمهورية، فخامة رئيسة البرلمان، فخامة رئيس المحكمة الدستورية، أصحاب المعالي ممثلو السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، ودوائر إنفاذ القانون، والإدارة الإقليمية والحكم المحلي، والهيئات المستقلة والذاتية، والخدمات الخاصة، أيها العسكريون الأعزاء، وضباط الشرطة، والمنقذون، والعاملون المحترمون في المؤسسات التعليمية والثقافية والصحية، أيها الطلاب والتلاميذ، أيها الشعب العزيز، هذا المؤتمر لأجهزة الدولة هو الأول في تاريخ أرمينيا. المؤتمر بذاته يعبر عن إعادة تعريف لدور الدولة وأهميتها في أرمينيا، ويخدم كإجراء يهدف إلى التأكيد ليس فقط على أهمية الدولة وإنما على ضرورتها الحيوية لشعبنا. إن إدراك الجمهور للدولة يعتمد إلى حد كبير على الطريقة التي يُنظر بها إلى موظفي الدولة من قبل الجمهور، لأن المواطن من خلالنا يتفاعل مع دولته، والعلاقة بين الدولة والمواطن—وعلاقة المواطن بنا وبمجتمعنا—تعتمد على كل واحد منا وعلى جماعتنا. وفي هذا السياق، يشكل جميع موظفي الدولة مجتمعاً واحداً. على الرغم من فصل السلطات، فإن موظفي الدولة متشابكون بمسؤولية مشتركة، ويحدد عملهم الجماعي جودة الدولة، وجودة حياة المواطنين والمقيمين، وجودة علاقة الدولة بالمواطن. لذلك، على الرغم من أن جميع أجهزة الدولة تتمتع بتميز وظيفي وإقليمي، يجب أن تتصرف ككيان واحد ضخم بنمط من الإيقاع والحسّ ونظام تناغم، تماماً كأوركسترا مستقلة لكنها منسقة بتناغم، تضم أقسام النفخ والوتريات والإيقاع، حيث يشارك كل آلة، وحيث يكون كل موسيقي، وإن كان مستقلاً، مرتبطاً بالآخرين وبالأوركسترا في النهاية. فما هي الإطار العام لعمل أجهزة الدولة في أرمينيا الذي يجب علينا أن ننخرط فيه ونضبط به أفعالنا اليومية الدقيقة؟ ذلك الإطار العام هو ضمان بقاء الدولة ودوامها. هدفنا أن توجد دولتنا، أرمينيا كدولة بذاتها، بشكل مستمر لمدة 50 عامًا، 100 عامًا، 150 عامًا، 500 عامًا، 1000 عامًا وما بعدها. أفهم، بالطبع، أن التفكير إذا كان مُقيداً بنطاق آفاق 50–100 سنة قد يُنظر إليه كقضية عملية؛ أما آفاق التخطيط الأطول فقد تثير أسئلة بحد ذاتها. ولكن إذا لم تستطع رؤية دولة تمتد ألف سنة أن تُشكّل أفعالنا الدقيقة اليومية، فإنها يمكنها ويجبها تشكيل الروتين اليومي واللاواعي الجمعي. هذا العامل والبيئة هما ما يمكن أن يجعل الدولة وشعبها يطوران وعيًا قوميّاً. رؤية دولة الألف سنة هي أداة للاعتراف بعمق بقيمة اليوم كلحظة حاسمة للألف سنة القادمة، لأن اليوم هو اللحظة الأهم؛ وبغيره لا يمكن وجود الألف سنة القادمة. المستقبل لا يمكن أن يوجد بدون اليوم، وبالتالي المستقبل هو اليوم. يجب أن تتواجد في الممارسة اليومية ليس فقط علم النفس والتفكير وإنما وأيضاً أدوات عملية لتحقيقها. فما هي الأدوات العملية التي يجب أن تفتح الطريق لتنفيذ خطتنا للألف سنة؟ فخامة رئيس الجمهورية، فخامة رئيسة البرلمان، فخامة رئيس المحكمة الدستورية، أصحاب المعالي ممثلو أجهزة الدولة، المشاركون المحترمون، أيها الشعب العزيز، الشرعية يجب أن تكون نقطة انطلاقنا في علاقاتنا. وهذا ينطبق على العلاقات الخارجية والداخلية، السياسة والقرارات. الشرعية هي البنية التحتية التي لا تمهد الطريق للعلاقات بين الدول وبين الناس وبين الدولة والشعب فحسب، بل توفر أيضاً آليات الأمان. لذلك، الشرعية أداة حاسمة لضمان الأمن—للأفراد والدولة معاً—والاعتماد على الشرعية لا يحمي فقط، بل يزيد بشكل كبير من مستويات الأمن والسلامة. الشرعية هي أحد أهم العوامل التي يجب أن تخدم أجندة ديمومة الدولة. لذا، يجب أن تكون بناء الشرعية وتعزيزها في أرمينيا أولوية عامة مستمرة، ويجب أن تكون شرعيتنا مدمجة مع الاتجاهات العالمية في الشرعية، والقانون الدولي، وتطور الشرعية العالمية. شرعيتنا الخارجية تستمد شرعيتها من ميثاق الأمم المتحدة وإعلان ألمّا-آتا لعام 1991. أما الشرعية الداخلية فمصدرها هو الشعب المؤسس للدولة، الشعب الأرمني، وتعبيره الحر عن إرادته. أصحاب المعالي ممثلو أجهزة الدولة، أيها الشعب العزيز، ما أقول قد يبدو كنص عادي. بالنسبة للمحامين والموظفين العامين المخضرمين قد يبدو كحقيقة مهنية. لكن اسمحوا لي بأن أصرّ أن اختلال ركيزتي الشرعية وفشل بناء الدولة على هذا الوعي هو مصدر كل مشكلاتنا، وبالتالي الشرط الأساسي لحلولها. الشرعية بذاتها لا تحل كل المشاكل؛ إنها بنية تحتية ومجموعة صيغ لحل المشكلات. على سبيل المثال، فكروا في كيف ترتبط الشرعية بحل قضايا الأمن الخارجي. لسنوات طويلة واجهنا قيوداً كبيرة في العلاقات العسكرية-التقنية مع دول مختلفة. كثير من الدول رفضت ببساطة بيعنا أسلحة ومعدات، والسبب الحاسم كان اعتقادهم بأننا قد نستخدم هذه الأسلحة خارج الأراضي المعترف بها دولياً لأرمينيا. الآن لا توجد مثل هذه القيود، والسبب أننا نضع إعلان ألمّا-آتا والدفاع عن الأراضي الأرمنية المعترف بها دولياً في مركز جميع العلاقات الخارجية—الشرعية. أود أن أؤكد مرة أخرى: الشرعية لا تضمن الأمن، لكنها ترفع مستويات الأمن وتقلل من الهشاشة وتفتح إمكانية الوصول إلى العديد من أدوات وتقنيات الأمن الحديثة. ببساطة أكثر: الشرعية تقلل احتمال الحرب، لكنها في الوقت نفسه تمكن زيادة كبيرة، وربما أسّية، في القدرات الدفاعية، لأنه لا يمكن لأحد أن يشك في حق الدولة في الدفاع عن سلامتها الإقليمية المعترف بها دولياً. هذا الفهم يوسّع أيضاً إمكانات التسلح والوصول إلى تقنيات الدفاع. هذا المنطق نفسه ينطبق على مجالات أخرى من العلاقات الخارجية وكذلك على السياسة الداخلية. إنه جزء أساسي وحيوي من حياة الدولة وبخاصة من صحة المجتمع المدني. وبهذا الإدراك، أرى من الضروري تقوية شرعيتنا الداخلية، التي يجب أن تُعبر عن طريق اعتماد دستورٍ جديد. لماذا هذه الأجندة مهمة؟ بسبب الشرعية—الإحساس بأن مواطني أرمينيا يشعرون بأنهم غرباء عن النظام القانوني المعمول به في أرمينيا. غالباً ما تُرى القوانين والأنظمة كمجرد إزعاج أو عائق، شيئاً أجنبياً وغريباً، لا كضرورة حيوية. لا شك أن جودة التنظيمات أو القوانين قد تكون رديئة أحياناً، لكن الحقيقة أن المشكلة ليست في ذلك؛ بل هي في الاغتراب الذي يُعامل به النظام القانوني داخلنا—الإحساس بأن القانون لا ينشأ من الناس أنفسهم، وأن الناس لا يشعرون بأنفسهم كمؤسسين لهذا النظام. ناقشتُ الطبقات الاجتماعية-السيكولوجية والتاريخية لهذه المسألة في محاضراتي عن أيديولوجيا أرمينيا الحقيقية، وخلاصتي أن فهمنا وخبرتنا تاريخياً هو أن حكم القانون فرض علينا من الخارج كي نلتزم به، وهذا الأمر كان كذلك بالفعل طوال معظم الخمسمئة سنة الأخيرة حين كانت قواعد حياتنا تُحدَّد من قبل دول أجنبية تحت ولايتها القضائية التي صرنا ننتمي إليها، لا من قبل مواطنين أصحاب حقوق. وبالتالي، فإن الإحساس بالاغتراب عن حكم القانون والدولة يهدد أمننا الداخلي ودوام دولتنا، وهو أمر مُقلِّل من شأنه بشكل خطير أو قد لا يظهر لنا أصلاً. ربما يبدو أن هذا الشعور كان يجب أن يزول عند تأسيس دولتنا المستقلة، لكن الواقع أنه لم يتلاش، وهذا ظاهر في العمل اليومي للموظفين المدنيين. ما السبب بعد 34 عاماً من الاستقلال؟ لا شك أن السبب هو أنه في عام 1995 وما بعده لم يشعر المواطنون الأرمن بأن النظام القانوني المؤسس دستورياً يستمد وجوده منهم، وأنهم هم مصدر ذلك النظام القانوني، بسبب أن الاعتقاد بأن نتائج الاستفتاءات الدستورية لعام 1995 والاستفتاءات اللاحقة كانت موضع شك كان أقوى بكثير من الثقة العامة في النتائج الرسمية. نتيجة لذلك، حُدِّدت قواعد حياة المواطنين مرة أخرى من قبل آخرين، لا من قبل المواطنين أنفسهم. الدستور، أيها الحضور الكرام، هو اتفاق المواطنين حول قواعد العيش، حول علاقات المواطن-المواطن والمواطن-الدولة. وستكون هذه القواعد فعالة فقط إذا قبلها الناس حقاً وأيدوها، أي بإرادة السيادة المعبرة بحرية. لهذا السبب تعتبر عملية دستورية عضوية تكون نتيجتها اعتماد الشعب بحرية لدستورٍ جديد ذات أهمية قصوى لاستدامة دولتنا ولأجندة أمنها. إنها ضرورية لتعزيز الرابط العاطفي بين الدولة والمواطن، ولخلق صلة عاطفية بين النظام القانوني والمواطن، واليوم هذا الرابط إما ضعيف أو غير موجود على وجه التحديد لأن المواطن لا يشعر بأن النظام القانوني ينتمي إليه عضويًا، وأنه كمواطن سيادي هو من يلد هذا النظام. ستقول بعض الانتقادات إن معظم المواطنين لا يقرؤون مسودة الدستور ولا يدرسون مضمونه. لكن اسمحوا لي بأن أشير إلى أن عملية دستورية ديمقراطية حقّة—حيث يجاهد كل مواطن من أجل كل صوت وكل صوت—ستمنح المواطنين أقصى قدر من المعلومات والفهم لمسودة الدستور وتفاصيله وسماته. لضمان الرباط العضوي والعاطفي بين المواطن والنظام القانوني، ليس من الضروري أن يتقن المواطن جميع تفاصيل العملية الدستورية ومحتواها إلى مستوى خبير. الشخص ليس بحاجة لأن يتقن جميع التفاصيل البيولوجية المرتبطة بإخراج طفل إلى العالم، لكن لا يوجد رابط عاطفي أقوى وإحساس بالمسؤولية تجاه طفله من رابط الأب/الأم بطفله. مهمتنا السياسية هي تنمية نفس الرابط العاطفي بين الدولة ومصدر تأسيسها، الشعب، وإرساء أسس الشرعية وإحساس المسؤولية المقابل، والذي لن يصبح ممكناً إلا من خلال اعتماد الشعب بحرية لدستورٍ جديد. لماذا دستور جديد وليس تعديلاً دستورياً؟ لأن هذا يمثل بالنسبة لأرمينيا محتوى سياسي جديد، ووعي جديد، وعقيدة سياسية ودستورية جديدة؛ وكما يقول العهد الجديد: خمرٌ جديد في أصدافٍ جديدة. هذه العقيدة الجديدة تخبر المواطن: احب دولتك كما تحب نفسك. لكن الشعار سيبقى مجرد شعار ما لم يكن هناك رابط عضوي بين النظام القانوني والمواطن—رابط يُنشأ من خلال عملية بيولوجية-سياسية تُوَلِّد ذلك الرابط. هذا واحد من الأهداف المركزية لاعتماد دستورٍ جديد. ينبغي للدستور الجديد أيضاً أن يحل مسألة هندسية أخرى—اسمحوا لي أن أسميها تحدياً هندسياً: يجب أن يوفر الديناميكا الهوائية، وهو مصطلح شرطي مرة أخرى، اللازمة لتشغيل الدولة على المدى الطويل؛ وتتعثر الديناميكا الهوائية إذا لم تكن رؤيتنا لما نريده—سواء كانت سيارة، أو طائرة، أو مركبة فضائية—واضحة وموحدة. لهذا من المهم أن يتم اعتماد دستورٍ جديد عبر استفتاء بعد الانتخابات البرلمانية لعام 2026. هذا سيسمح لجميع القوى بعرض مواقفها من أجندة الدستور على الشعب خلال الحملة، وسيكون موقف الأكثرية السياسية التي كسبت ثقة الشعب حاسماً في تشكيل الصيغة النهائية للدستور. فخامة رئيس الجمهورية، فخامة رئيسة البرلمان، فخامة رئيس المحكمة الدستورية، أصحاب المعالي ممثلو أجهزة الدولة، الحضور الكرام، أيها الشعب العزيز، الدولة هي أعظم إنجاز لشعبنا، وأعز قيمها وأعظمها بلا مثيل. يجب أن تصبح الدولة ومصالحها وديمومتها أعلى وعي لدينا، وهي أيديولوجيتنا الوطنية. الدولة هي هويتنا، وهويتنا هي دولتنا؛ وهذا ليس مجرد شعار بل فهم مركزي في تاريخ وأصول شعبنا. الدولة هي غاية في ذاتها، غاية عليا. لكنها، كذلك، وسيلة لغاية أعلى. وهذه الغاية، بالمناسبة، هي خيار سياسي، واليوم خيارنا واضح: دولة أرمينيا هي وسيلة لضمان حرية مواطنيها وأمنهم ورفاههم وسعادتهم داخل إقليمها السيادي المعترف به دولياً. يجب أن نركز على ثلاثة مفاهيم—الدولة، الهوية، السعادة. هذه المفاهيم الثلاثة في آن واحد أهداف ووسائل؛ وتعمل وفق منطق دائري أو حلزوني. الدولة هدف أقصى ووسيلة للحفاظ على هويتنا وتطويرها؛ دولتنا وهويتنا هما أهداف وفي الوقت نفسه وسائل لضمان حريتنا ورفاهيتنا وأمننا؛ السعادة المرسخة في الدولة والهوية هي غاية أعلى وفي الوقت نفسه وسيلة لغاية أخرى—the preservation and development of our identity and the advancement and longevity of our state, to serve our state’s interests more effectively. عزيزي الحضور، أيها الشعب، مناقشات الأسس النظرية للدولة، وقواعدها النظرية والأيديولوجية، ليست أموراً عادية في بلدنا، وأود اليوم أيضاً أن أشير إلى ذلك كتحدٍ يجب حله على المستوى الحكومي. يجب أن تستمر مناقشات الأسس النظرية والأيديولوجية للدولة في الحياة العامة والسياسية والدولة، لأنه بدونها من المستحيل أن تبقى المنافسة في عالم يتغير باستمرار ويتطور بسرعة. لكن النظرية ليست مجرد تمهيد؛ بل يجب أن تقود جميع قراراتنا العملية. ولتكون دليلاً كهذا، يجب مناقشة النظريات وتفسيرها وفهمها وتوضيحها وتحويلها إلى مشاريع وبرامج ملموسة قابلة للتنفيذ، وإلى إجراءات حياتية يومية، حتى نعيش اليوم من أجل المستقبل لا من أجل الماضي. الإنسان هو القيمة العليا، ويجب أن تخدم الدولة الإنسان. هذه مسلمة رُددت بيننا لآلاف السنين وتستمر في الارتقاء. هذه الأطروحة أو الشعار ليست موضع جدل ولا يمكن التشكيك فيه. المسألة تكمن في مكان آخر: كيف يجب على الدولة أن تخدم الإنسان، وكيف يجب على الشخص، كونه القيمة العليا، أن يُعَبَّر عنه؟ جوابنا يتضح في الشعار: ينبغي للدولة أن تمكّن الشخص، ويجب على الشخص أن يمَكّن الدولة. وهذا يتطلب تفسيراً إضافياً: كيف تقوّي الدولة الشخص، وكيف يُقوّي الشخص الدولة؟ نؤمن بأن الطريق الأكثر موثوقية لتمكين الشخص هو التعليم. التعليم على جميع المستويات والتعليم كعملية مستمرة. التعليم يبدأ من رياض الأطفال، ويستمر خلال المدرسة والكلية و/أو الجامعة، مع الدراسات العليا، وإعادة التدريب، والتعليم غير الرسمي، ووجود إجراءات مستمرة لزيادة القدرة التنافسية في سوق العمل. هذا ليس تكراراً من أجل التأكيد فقط؛ فإذا كان في الماضي لدينا استراتيجية للتعليم من بين استراتيجيات أخرى وجعلنا التعليم أولوية بينها، فإن اليوم التعليم هو استراتيجية جميع القطاعات. استراتيجيتنا لتجاوز الفقر هي التعليم، لأن السبب الأساسي للفقر في أرمينيا اليوم هو انخفاض مستوى القدرة التنافسية للأشخاص في سوق العمل، وهو مرتبط بقلة الوصول إلى التعليم أو بفجوات تعليمية للمحرومين. لهذا فإن برنامج “300 مدرسة، 500 روضة” ذو أهمية استراتيجية. إنه عمود البرنامج الفقري لأنه يحدد ليس فقط مصير كل طفل بل أيضاً مصير دولتنا. نحن الآن نختتم برنامج “300 مدرسة، 500 روضة” وبدأنا بالفعل البرنامج التالي—300 مدرسة وروضة إضافية، نُبنى 50 مدرسة من الـ300 التالية، والباقي في طور التنفيذ. الروضة ليست مجرد تعريف الأطفال بالتعليم قبل المدرسي؛ بل تتيح أيضاً للأمهات الشابات متابعة التعليم والعمل. وبالنظر إلى هذه الفئة المستهدفة، يجب أن نطور كليات وأنظمة التعليم المزدوج وغير الرسمي في المناطق، مع تشجيع مشاركة القطاع الخاص في تقديم البرامج التعليمية قدر الإمكان. نظام التكاليف التعليمية الشاملة بشكل ائتمانات اجتماعية يخدم هذا الهدف، ويجب أن نستمر في تحسين فعاليته. ذروة هذه الاستراتيجية هي المدينة الأكاديمية، التي ستكون بلا شك مغناطيساً قوياً لتطور أرمينيا المستقبلي. الإنسان قوي عبر التعليم، وليس هناك مسار آخر لتمكين الإنسان، وبالتالي فإن استراتيجية الدولة لتمكين الإنسان هي التعليم. وماذا يجب أن يمكّن الإنسان الدولة؟ التعليم الذي يحصل بدعم الدولة يجب أن يوفر قيمة مضافة، كما يحب الاقتصاديون القول. والتعليم الذي يحصل بدعم الدولة يجب أن يُستخدم لخلق قيمة مضافة. تعليم رجل أعمال مستقبلي يجب أن يتحول إلى نمو اقتصادي وزيادة في إيرادات الدولة؛ تعليم المعلمين وموظفي التعليم الآخرين يجب أن يرفع من جودة منظومة التعليم؛ تعليم عالم مستقبلي يجب أن يقود إلى إنجاز علمي وابتكار؛ تعليم عامل رعاية صحية مستقبلي يجب أن يقود إلى رعاية صحية أكثر كفاءة؛ تعليم مسؤول عام مستقبلي يجب أن يقود إلى حوكمة أفضل وبيئة اقتصادية أكثر ملاءمة، وهكذا. القائمة يمكن أن تطول. الرابط بين محامين المستقبل وعدالة المجتمع، وتعليم موظفي الشرطة المستقبليين فيما يتعلق بالقانون والنظام العام ومكافحة الجريمة، وهلم جراً— كما أن من المهم أن تحدد أجهزة الدولة هدفها من عملها. ما هو بالضبط هذا الهدف؟ وبعبارة أخرى، ما الذي تعمل من أجله أجهزة الدولة؟ الهدف النظامي لعمل أجهزة الدولة هو المصلحة العامة، والمصلحة العامة، كما كررت القول باستمرار، هي التنمية الاقتصادية. لماذا يجب أن تكون المصلحة العامة لأرمينيا هي التنمية الاقتصادية؟ لأن الإنسان هو القيمة الأعلى، وتحقيق هذه القيمة العليا لا يمكن أن يحدث إلا في بيئة التنمية الاقتصادية. لا يمكن ضمان رفاه الإنسان بدون التنمية الاقتصادية، ولا الأمن البشري بدون التنمية الاقتصادية، ولا الصحة البشرية بدون التنمية الاقتصادية، ولا التعليم البشري بدون التنمية الاقتصادية، ولا حقوق الإنسان بدون التنمية الاقتصادية، ولا الحرية الإنسانية بدون التنمية الاقتصادية. بالطبع، يمكن قراءة هذا النص عكسياً أيضاً، لكن الجوهر لا يتغير. على سبيل المثال، الأمن الخارجي عامل اقتصادي. لضمان أمن البلد يعني ضمان وجود إمكانية اقتصادية عادية داخل البلد، وهذا بدوره يزيد من إيرادات الدولة، وهذا بدوره يرفع مستوى الأمن، وهذا بدوره يوسع فرص النشاط الاقتصادي. لاحظ أن الأمن الخارجي لا يقتصر على الجيش فحسب، بل يشمل الخدمة الدبلوماسية، والخدمة الأمنية الوطنية، والمخابرات الخارجية، ومؤسسات أخرى. الأمن يعني ليس فقط الأمن الخارجي بل أيضاً الأمن الداخلي، بدءاً من مكافحة الجريمة؛ فثقافة الجريمة الإجرامية تشكل عائقاً كبيراً أمام التنمية الاقتصادية. سيادة القانون، والطاقة، ونظام المالية والمصرف، والطرق، والزراعة، والرعاية الصحية، وما إلى ذلك—كل هذه عوامل أمنية. الشخص وحقوقه والتنمية الاقتصادية تشكل جزءاً من عملية دائرية لا يمكن تحديد بدايتها بدقة. لكن المهمة المركزية للدولة هي ضمان تقدمٍ أكثر سلاسة وكفاءة لهذه الحلقة. وهذا الوعي أمر أساسي لعملنا اليومي وفاعليته. في هذا السياق أود التأكيد على ميزتين. ربطٌ عضوي بين سيادة القانون والشعب السيادي سيساعد أجهزة الدولة على رؤية كل مواطن كعاملٍ مباشر؛ وبعبارة أخرى، يجب أن نزيد اعتبار المواطن كصاحب عمل، لأن ذلك هو الواقع. ستساعد استراتيجية الشرعية في إقامة دولة أكثر عدلاً، لأن آمنة وآوثق آلية لتحقيق توازن بين أصحاب العمل المتساوون—المواطنين—هي الشرعية، أي القانون. والتعليم سيساعدنا على سن قوانين وتنظيمات تخدم الإنسان ولا تعذّبه، وتصبح الشرعية أكثر عقلانية وتخدم الحياة والتنمية، وليس العكس. بالمناسبة، كثيراً ما نفتقد الشجاعة للاعتراف بأن أحد عقبات التنمية الرئيسية هي فجوات في نظامنا التعليمي. هناك الكثير من الحالات التي ترغب فيها أجهزة الدولة في فعل الخير لكنها لا تعرف كيف تفعل ذلك. وهذا يعبر عن قول رئيس الوزراء الروسي الراحل تشيرنينكو: "كنا نريد الأفضل، لكن الأمر كما العادة." هذا أمر خطير وجدي. يبدأ ذلك من رغبة العاملين في القطاع العام في أن يكونوا جزءاً من الإصلاح وأن يساهموا في تطوير الدولة، لخدمة الجمهور والدولة. لكن المبادرة والإبداع في القطاع العام غالباً ما يتلاشى بسرعة، لأن مكاتب الخدمة العامة لا تمتلك دوماً أنظمة تحفيزية للتعلم والتطوير الذاتي، ويمكن أن تصبح بيئات للمواءمة والتقاعس وعدم الفعل. وهذا أيضاً بسبب صعوبة المنافسة مع القطاع الخاص لجذب أفضل الموظفين؛ كثير من العاملين العامين ذوي الكفاءة العالية يغادرون إلى القطاع الخاص. يجب أن نكون صريحين: من يعاني أكثر من ضعف الرواتب في القطاع العام؟ بلا شك المواطن. بسبب هذا البيئة، يتخذ المواطن قرارات سيئة، وينفذ قرارات جيدة بشكل سيء، ويواجه مخاطر فساد، ويواجه احتقاراً. في ضوء ذلك، العمل الأيديولوجي لتعزيز الحوافز الأخلاقية للعاملين في القطاع العام ممكن وضروري، ولكنه سيكون بلا جدوى إذا لم يرتبط بأنظمة تحفيز، وهذا يحتاج أن يواجهه ليس فقط السلطة السياسية وإنما الجمهور أيضاً. سنواصل التقدم من خلال زيادة جاذبية الخدمة العامة وتوسيع جاذبية الخدمة العامة، لأن هذا جزء أساسي من استراتيجيتنا المتمركزة حول الدولة. قريباً سنعتمد البرنامج التجريبي لتقييم الأداء والحوافز، الهدف منه اختبار نظام يعتمد على الأداء. ميزة رئيسية لهذا البرنامج هي أن جزءاً من الأجر الإضافي سيُوجّه نحو تحسين تعليم موظفي الدولة، مما سيرفع بلا شك من جودة عمل أجهزة الدولة. كجزء من إصلاحات الإدارة العامة، سنسعى باستمرار إلى خلق بيئة عمل شاملة، وتنافسية، وتعزز التميّز في الأجهزة العامة، وتطبيق النظام المذكور يخدم هذا الهدف بالضبط. أود أيضاً أن أذكر بفخر أنه نتيجة الإصلاحات التي أجريناها، اليوم في أرمينيا يمكن للمعلم الذي يعمل أيضاً كموظف عام أن يحصل على 700,000 درام، والجندي العادي الذي يعمل أيضاً كموظف عام يمكن أن يحصل على 700,000 درام. رداً على ذلك، ينكر بعض المعلمين ذلك، قائلين: أنا معلم ولا أربح سوى 75,000. لكن هذا يخص التعليم والشهادات التطوعية؛ لسنا نقول إن جميع المعلمين يحصلون على 700,000 درام، بل إننا نقول بأن المعلم يمكن أن يحصل على 700,000 درام، ونقول ذلك لأن مثل هؤلاء المعلمين موجودون في أرمينيا اليوم. هدف هذا الخطاب والسياسة هو بالضبط إدراج الحوافز الشخصية الصحيحة حتى يحفز المعلمون والجنود والموظفون العامون على تحسين أنفسهم والوصول إلى مستويات أعلى من التدريب والاحتراف. بعض الناس يبحثون عن دلالات سلبية في تركيزنا القوي على التعليم، محاولين تصويرنا بأننا ننظر إلى مواطنينا كأميين. كغيرها من الدول، لدى أرمينيا أمية. ولكن كغيرها من الدول، لدى أرمينيا الآلاف، عشرات الآلاف، أو مئات الآلاف من الأشخاص المتعلمين؛ لا أحد يعرف كل شيء. لا أحد يعرف كل شيء، ولذلك يجب أن يكون لدى الجميع شيء ليتعلموه، ويجب أن يكون هناك دافع لتمكين أكبر عدد ممكن من الناس من ذلك. هذه مسؤولية الحكومة. في هذا السياق، أجد من المهم العودة إلى القول بأن الإنسان هو القيمة الأعلى. كيف يُفهم ذلك عادةً من قبل الأرمن؟ إحصائياً، يُفهم ذلك على أنه: الإنسان هو القيمة الأعلى ويجب على الدولة أن تعتني بالشخص. وهذا صحيح، كما قلت، لا وجود لأي اعتراض على ذلك. ولكن إذا كان الإنسان هو القيمة الأعلى للدولة، فذلك الشخص نفسه يجب أن يكون أعلى قيمة لنفسه أيضاً. إذا كان على الدولة أن تعتني بالشخص، يجب على الشخص أن يعتني بنفسه. وإلا فسيصعب علينا تخيل كيف ستعتني الدولة بالشخص إذا لم يعتنِ بنفسه—من خلال نمط حياة صحي ونشط، والالتزام بالقانون، والعلاقات مع الجيران والبيئة، وفي نهاية المطاف من خلال التزامه بمواصلة التعليم. أقر أيضاً بأن هذه عقلية يجب أن نزرعها منذ رياض الأطفال، ومن ثم برنامج “300 مدرسة، 500 روضة” كنقطة انطلاق. لكننا نحن البالغون لا يمكننا العودة وغرس عقلية في رياض الأطفال التي بنيناها. لذا، يجب اليوم أن نزرع هذه العقلية داخل أنفسنا حتى نزرعها في أطفالنا. وهذه المسؤولية تخص أساساً موظفي الدولة، لأنهم على أي حال يشكلون قدوة لأطفالنا وليس لأطفالنا فحسب. أؤكد أن الدولة والانتماء والمواطنة هي أيضاً مواضيع تعليمية، ولست واثقاً من أننا في خططنا التعليمية وممارساتنا وصلنا إلى المستوى اللازم في تدريس هذه المواضيع. نظامنا التعليمي يجب أن يوجِّه آفاق الطلاب والمتدربين نحو شرعية أرمينيا وسيادتها واستقلالها، وتعزيز مصالح دولتنا. ينبغي أن تشكّل هذه الأجندة أساس التضامن العام والوحدة، وهو أمر تناولناه طويلاً في أرمينيا دون نتائج ملموسة. لماذا فشلت أرمينيا في تعزيز التضامن العام والوحدة؟ لأننا لم ندرك أن التضامن العام يتطلب أيضاً ديناميكيات هوائية، فآراء متعارضة ومتنافية حول رؤية الدولة الطويلة الأجل لا يمكن أن تكون أساساً للتضامن العام. يمكن تشكيل التضامن العام عندما يوجد فهم مشترك لرؤية الدولة الطويلة الأجل، وينبغي أن يتركز النقاش حول المسارات والوسائل لتنفيذ تلك الاستراتيجية أو التطبيق الأكثر فاعلية لتلك الوسائل. ويجب أن نبني تضامننا العام على القيمة القصوى للدولة، وديمومتها، المرتكزة على الشرعية والتعليم، وعلى القيمة القصوى للإنسانية. فخامة رئيس الجمهورية، فخامة رئيسة البرلمان، فخامة رئيس المحكمة الدستورية، أصحاب المعالي ممثلو السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ودوائر إنفاذ القانون والإدارة الإقليمية والحكم المحلي والهيئات المستقلة والذاتية والخدمات الخاصة، العسكريون الأعزاء، الشرطة، المنقذون، المدرسون، العاملون في الثقافة والصحة، الطلبة والتلاميذ الأعزاء، أيها الشعب، جمعيتكم...

About usyoo

Consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et magna aliqua. Ut enim ad minim veniam,

House on the beverly hills

$1245

House on the beverly hills

$1245

Categories

Tags

13 سبتمبر، 2023

موسكو تتخذ موقفا ضد أذربيجان فيما يتعلق ببيانها بشأن الانتخابات في 4 مناطق روسية

اتخذت روسيا موقفا ضد أذربيجان فيما يتعلق ببيان باكو بشأن الانتخابات في أربع مناطق في روسيا. أعلنت ذلك ماريا زاخاروفا، ا…

13 سبتمبر، 2023

ماريا زاخاروفا: روسيا تتوقع أن أرمينيا ليس لديها خطط لإثارة غضب شعبي البلدين

تتوقع روسيا ألا يكون لدى قيادة أرمينيا خطط كارثية لإثارة غضب شعبي البلدين، هذا ما صرحت به الممثلة الرسمية لوزارة الخارج…

15 سبتمبر، 2023

الخارجية: روسيا مستعدة لمواصلة الحوار مع أرمينيا وأذربيجان

صرح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل غالوزين للصحفيين بأن الجانب الروسي مستعد لمواصلة الحوار مع أرمينيا وأذربيجان. وقا…

15 سبتمبر، 2023

الكرملين: روسيا تناقش مختلف الخيارات لتسوية الوضع بين أذربيجان وأرمينيا

وستعمل روسيا باستمرار مع أذربيجان وأرمينيا. أعلن ذلك دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي، لوكالة ريا نوفوستي. "يو…

15 سبتمبر، 2023

نائب روسي: المساعدة الأمريكية لأرمينيا تهدف إلى خلق نقطة انطلاق مناهضة لروسيا

تهدف تصريحات يوري كيم، القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون أوروبا والشؤون الأوراسية، حول مساعدة أرمينيا في…

Do you have something to sell?

Submit on ad