

منذ 2019، انخفضت المعدلات الإجمالية لتدخين النيكوتين عبر التدخين الإلكتروني بين الشباب الأميركيين، لكن من يواصلون التدخين الإلكتروني يظهرون علامات إدمان أسوأ، وفق بحث جديد من جامعة جنوب كاليفورنيا. بين 2020 و2024، ارتفعت نسبة المستخدمين الحاليين الذين يدخّنون يومياً من 15.4% إلى 28.8%. وخلال الفترة نفسها، ارتفعت نسبة المستخدمين الذين يدخّنون يومياً ويُحاولون الإقلاع لكنهم لم ينجحوا من 28.2% إلى 53%. الدراسة، المموّلة جزئياً من المعاهد الوطنية للصحة، نُشرت حديثاً في JAMA Network Open. أصدر دعاة الصحة العامة إنذاراً عندما ارتفعت معدلات تدخين الشباب عبر التدخين الإلكتروني بين 2014 و2019. أشارت البيانات التي جُمعت خلال جائحة كوفيد-19 إلى أن من استمروا في التدخين الإلكتروني أصبحوا مستهلكين بثقلاً، مع تزايد عدد الأشخاص الذين أدّوا أنهم يدخّنون خلال خمس دقائق من الاستيقاظ وعدد الأيام في الشهر التي يدخّنون فيها. لمتابعة هذه الاتجاهات، حلّل فريق من الباحثين من معهد USC لعلوم الإدمان ومركز التبغ للعلوم التنظيمية بيانات من استبيانات شارك فيها 115,191 مراهقاً في الصف الثامن والعاشر والثاني عشر عبر الولايات المتحدة. وهدفهم كان معرفة ما إذا كان الشباب المدخنين إلكترونياً يصيرون أكثر اعتماداً، وهو مصطلح مأخوذ من أبحاث التبغ يصف حينما ينخفض الاستخدام الإجمالي، ويصبح المستخدمون المتبقون أكثر إدماناً وتزداد صعوبة الإقلاع. ما وجدناه مقلق للغاية للأطباء، والمدافعين عن الصحة العامة وصانعي السياسات. الارتفاع في التدخين الإلكتروني اليومي والزيادة في عدد الشباب الذين يحاولون الإقلاع يوحيان بأن هؤلاء الشباب يعانون من مستوى شديد من إدمان النيكوتين. وهذا يعني أننا بحاجة إلى تحسين العلاجات والجهود الوقائية لهذه الفئة، على لسان الكاتبة الأولى للدراسة، آبي ماسونبرينك، طبيبة مقيمة، ماجستير في الصحة العامة، أستاذة مشاركة سريرية في طب الأطفال بكلية كييك لطب USC ومديرة أبحاث قسم طب المستشفى في مستشفى الأطفال في لوس أنجلوس CHLA. يمكن أن تساعد النتائج صانعي السياسات والجهات التنظيمية في تحديد أفضل السبل لحماية الشباب. فمثلاً، يمكن للأجيال الجديدة من أجهزة التدخين الإلكتروني أن توصل تركيزات وحجوم نيكوتين أعلى من الإصدارات السابقة. قد تساهم حدود محتوى النيكوتين في تقليل مخاطر الإدمان الشديد بين الشباب الأميركي. صناعة النيكوتين في تطور مستمر، حيث تتغير أحجام وتركيز وخصائص المنتجات، وقد لا يكون الشباب مدركين للكميات العالية من النيكوتين التي يستهلكونها، كما قالت ماسونبرينك التي هي أيضاً عضو في معهد USC لعلوم الإدمان. نحن قلقون من أن تكون هذه المنتجات مصدر مخاطر إدمان عالية للشباب الذين يستمرون في التدخين الإلكتروني. النمو في الاستخدام اليومي استند الباحثون إلى خمس سنوات من بيانات Monitoring the Future، وهو مسح سنوي يجري داخل المدارس يسأل الطلاب من الصف الثامن والعاشر والثاني عشر في جميع أنحاء البلاد عن تعاطيهم للمواد. من بين الشباب الذين أفادوا بتدخينهم الإلكتروني مرة واحدة على الأقل خلال آخر 30 يوماً، ارتفعت نسبة الذين يستخدمون يومياً من 15.4% في 2020 إلى 28.8% في 2024. ومن بين من أشاروا إلى الاستخدام اليومي، ارتفعت نسبة من حاولوا الإقلاع دون نجاح من 28.2% إلى 53%. وخلال فترة الدراسة، تغيّرت أيضاً التركيبة الديموغرافية لمدخني الشباب. وبحلول عام 2024، أصبح عدد أكبر من المدخنين من الإناث، وغير اللاتينيين السود، أو من المناطق الريفية. كما أبلغ عدد أكبر من الشباب المدخنين عن استخدام مواد أخرى، بما في ذلك الكحول والقنب. المساعدة على الإقلاع: بالنسبة للشباب في المناطق الريفية، ارتفع التدخين اليومي بشكل كبير—from 16.4% في 2020 إلى 41.8% في 2024—وهو ارتفاع دفع فريق الدراسة إلى إجراء مزيد من التحقيق. تخطط ماسونبرينك الآن لدراسة متابعة مع الشباب في المناطق الحضرية والضواحي والريفية لاستكشاف تجاربهم مع تسويق المنتجات النيكوتينية وإتاحة الوصول إليها، إضافة إلى الوقاية والرسائل العامة للصحة. أظهرت الاستطلاعات الوطنية أنه رغم أن كثيراً من الشباب يريدون الإقلاع عن التدخين الإلكتروني، فإن معظمهم يحاولون ذلك دون دعم رسمي أو علاج. قد يتمكن الشباب الذين يدخّنون بشكل متقطع من الإقلاع بأنفسهم، لكن الذين يدخّنون يومياً سيكون لديهم صعوبة أكبر في الإقلاع بدون علاج ودعم، كما ذكرت ماسونبرينك التي تقود أبحاث تحسين الرعاية للمراهقين المصابين بإدمان شديد للنيكوتين في CHLA. أظهرت أبحاث جديدة أن الأدوية المساعدة على إدمان النيكوتين، مثل فارينيكلين، فعّالة في مساعدة الشباب على الإقلاع. يجب أن يكون تثقيف الشباب حول هذه العلاجات وتوسيع الوصول لأولئك الذين يعانون من إدمان شديد للنيكوتين أولوية قصوى في المرحلة المقبلة، حسب ما قالت ماسونبرينك. حول هذا البحث: إضافة إلى ماسونبرينك، فإن مؤلفي الدراسة الآخرين هم Dayoung Bae وJunhan Cho وAlyssa F. Harlow وSteve Sussman وLouisiana M. Sanchez وAbigail Adjei وLeah R. Meza وMing Li وAdam M. Leventhal من كلية طب كييك بجامعة جنوب كاليفورنيا ومعهد علم الإدمان، جامعة جنوب كاليفورنيا؛ Richard A. Miech من معهد البحث الاجتماعي، جامعة ميشيغان، آن آربور؛ Hongying D. Dai من كلية الصحة العامة، جامعة نبراسكا؛ وDae-Hee Han من جامعة إيموري. وقد مُوّلت هذه الأعمال من المعهد الوطني لتعاطي المخدرات في المعاهد الوطنية للصحة [K23DA055736 وK99DA058241 وK24048160]؛ ومن المعهد الوطني للسرطان وإدارة الغذاء والدواء الأميركية [U54180905].