News - مشاركة تايوان في التعبئة العالمية من أجل الانتقال المناخي

يتسارع تغير المناخ في إعادة تشكيل البنية الاقتصادية العالمية ومشهد المخاطر. تايوان ليست بمنأى عن هذا التحدي المتزايد. في صيف 2025، تعرّضت مناطق الجنوب والشرق في تايوان لسلسلة أعاصير مدارية وأمطار غزيرة، ما أدى إلى فيضانات شديدة في مواقع عدة وأبرز التأثير العميق للمناخات المتطرفة على التنمية الإقليمية والسلامة العامة. كعضو مسؤول في المجتمع الدولي، تتجه تايوان لمعالجة تغير المناخ تماشياً مع الجهود العالمية للحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستوى الأساس. في عام 2025 قدمت تايوان مساهمة محددة وطنياً (NDC) واضحة وشفافة للعام 2035، محدّدة أهدافاً صريحة للانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون. مع النشر المنتظم لتقارير الجرد الوطنية لغازات الدفيئة إضافة إلى تقارير الشفافية الدورية كل سنتين، تكشف تايوان عن تقدمها وتبرز التزامها بالوفاء بمسؤولياتها في إطار الجهد العالمي للحد من الانبعاثات. عند توليه المنصب في 2024، أعلن الرئيس لاي تشينغ-تي عن المشروع الوطني للأمل، واضعاً رؤية سياسات للنمو الأخضر وتحولاً نحو صافي الانبعاثات صفر بحلول 2050. منذ ذلك الحين وضعت إدارته خمس استراتيجيات رئيسية لدفع التحول إلى صافي الانبعاثات الصفرية: تطوير استراتيجية طاقـة خضراء ذكية؛ تعزيز تحويل صناعي مزدوج المسار يجمع الرقمنة والتخضير؛ تبني أنماط حياة صافية من الانبعاثات ومُستدامة؛ ضمان دور حكومي قيادي يدعم التحول؛ وتحقيق انتقال عادل لا يترك أحداً خلف الركب. في يونيو 2024، أُنشئت اللجنة الوطنية لتغير المناخ تحت مكتب رئاسة الجمهورية لإيجاد زخم مجتمعي وتسهيل الحوار حول استراتيجيات حوكمة المناخ الوطنية. من خلال هذه العملية وضعت تايوان أهدافاً جديدة لخفض الانبعاثات: 26 إلى 30% بحلول 2030 و36 إلى 40% بحلول 2035 مقارنة بسنة الأساس. وضع أهداف وسيطة طموحة لقيادة الانتقال إلى صافي الانبعاثات الصفرية. تركّز تايوان على الأهداف المتوسطة كالمكوّن الأساسي لاستراتيجيتها لقيادة التحول إلى صافي الانبعاثات الصفرية بحلول 2050، كما تبني إطار حوكمة مناخية مؤسسية يعتمد على العمل. يكمّل ذلك قانون الاستجابة لتغير المناخ الذي يقنن الهدف حتى 2050 صافي الانبعاثات الصفرية. علاوة على ذلك، وبما يتوافق مع NDC المحدث تحت اتفاق باريس، فإن تايوان تعزز تنفيذها طوعاً وفقاً لالتزامات المادة 4 وتراجع مسارها التخفيفي بشكل مستمر. رفعت تايوان هدف 2030 إلى خفض قدره 28% ±2% مقارنة بمستويات 2005 مع وضع أهداف وسطية قدرها 32% ±2% بحلول 2032 و38% ±2% بحلول 2035. وفي الوقت نفسه أطلقت خطة العمل الشاملة لتخفيض الكربون. من خلال نهج صاعد من الأسفل إلى الأعلى، تقوم كل وزارة وهيئة بمراجعة وتحسين برامج التخفيف لديها، بينما يستخدم المجلس الوطني للتنمية المستدامة أسلوباً من الأعلى إلى الأسفل لتحديد وتنسيق 20 إجراءً رئيسياً للتخفيف. من بين هذه الإجراءات: تسريع نشر الخلايا الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح البحرية؛ وتقدم في تكنولوجيات الطاقة الحرارية الأرضية والطاقة المائية الصغيرة؛ وتخزين الطاقة عالي التقنية؛ سلاسل إمداد للهيدروجين والوقود منخفض الكربون بما في ذلك الأمونيا؛ التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه؛ إجراءات تخفيف صناعية ذاتية؛ تعزيز كفاءة الطاقة؛ إزالة الكربون من المؤسسات المملوكة للدولة؛ مبانٍ قريبة من صفر كربون؛ كهربة وتقليل كربون المركبات التجارية؛ وقود الطيران المستدام؛ المرونة الزراعية ومصايد الكربون؛ الزراعة منخفضة الكربون المستدامة؛ الاستخدام الدائري للموارد؛ ونمط حياة مستدام صافي الانبعاثات. إضافة إلى ذلك ستنشئ ست آليات للابتكار المؤسسي: الابتكار التكنولوجي، والدعم المالي، وتسعير الكربون، والتكيّف التنظيمي، وتطوير القوى العاملة الخضراء، والمشاركة المجتمعية. ستعزز هذه الآليات الجهود الوطنية للتخفيف. تعزيز الامتثال الطوعي وتعميق الحوار الشامل. وفقاً للمادة 4 من اتفاق باريس والقرار المعتمد في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (COP28) في 2023، يتعين على الدول تقديم أهداف خفض غازات الدفيئة لعام 2035 (NDC 3.0) بحلول 2025. وعلى الرغم من أن تايوان ليست طرفاً في الاتفاقية، فقد ارتبطت طوعاً بإطار ونطاق UNFCCC في تقديم NDC 3.0 هذا العام. صُممت NDC 3.0 وفقاً لإرشادات المعلومات التي تسهّل الوضوح والشفافية والفهم، وتبيّن طموحاً أعلى وعدلاً مقارنًا بغيرها من الدول. وتسليط NDC 3.0 الضوء على عشرة أبعاد رئيسة: (1) العدالة والطموح؛ (2) الإطار القانوني والمؤسسي المحلي لحوكمة المناخ؛ (3) استراتيجيات الذكاء الأخضر من أجل انتقال طاقي؛ (4) التحول المزدوج المسار للصناعات الرقمية والخضراء؛ (5) التمويل الأخضر وتسعير الكربون؛ (6) نمط حياة صافي الانبعاثات مع مبادرات مجتمعية مستدامة؛ (7) انتقال عادل وتطوير للقوى العاملة الخضراء؛ (8) التعاون الدولي؛ (9) التكيف مع تغير المناخ؛ (10) حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين وحقوق ورفاه الأطفال والشباب. هذه الأبعاد تضمن إطاراً علمياً شفّافاً لخطوات تايوان الملموسة في العمل المناخي. خلال إعداد NDC 3.0، أُجريت مشاركة عامة موسّعة واستشارات متعددة الجهات. عقدت الاجتماعات ضمن إطار خطة العمل الشاملة لتخفيض الكربون لمناقشة 20 إجراءً رئيسياً للتخفيف بمشاركة من الحكومة والصناعة والجامعات والمجتمع المدني لبناء توافق وإيجاد حلول مناخية بشكل مشترك. بالتوازي، استُشير خبراء في مجالات متنوعة بما في ذلك حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين ورفاه الطفل ومشاركة الشباب والتكنولوجيا. كما شملت جهود التوعية منظمات غير حكومية وطلاب جامعيين ومجتمعات السكان الأصليين. وقد ضمنت مسودة NDC 3.0 وجهات نظر هذه المجموعات المتنوعة ضمن إطار متكامل، لضمان أن تعكس مساهمة تايوان في المجتمع الدولي التزاماً شاملاً ومتطلعاً للمستقبل تجاه العمل المناخي طويل الأجل. تعزيز نظام رسوم الكربون ونظام تجارة الانبعاثات. أطلقت تايوان رسمياً هذا العام نظام رسوم الكربون إضافة إلى تقارير تجريبية. تم تحديد الرسم مبدئياً بنحو 10 دولارات أمريكية لكل طن مكافئ ثاني أكسيد الكربون. وضع سعر كربون وطني يعد علامة فارقة جديدة. لضمان فاعليته، يتضمن النظام أموالاً مخصصة، وتخفيضات ذاتية التحديد، ومعدلات تفضيلية، وتدابير أخرى تعالج قطاعات عالية المخاطر لتسرب الانبعاثات. هذا النظام يهدف إلى خفض الانبعاثات، ومن المتوقع أن يخفضها بمقدار 37 مليون طن مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول 2030. وهذا يمثل عامه الأول من التسعير الكربوني في تايوان. في المرحلة التالية، ستعتمد الحكومة على الممارسات الدولية لتحقيق استقرار نظام رسوم الكربون وتقديم مخطط الكاب والتجارة لتجارة الانبعاثات بشكل تدريجي يضمن الحوافز السعرية والمنافسة العادلة. وهذا سيؤدي إلى إنشاء إطار تسعير كربون مزدوج المسار. تعكس هذه البنية رغبات الصناعات المحلية في وجود حوافز وآليات سوق متنوعة مع تعزيز مرونة النظام وفتح قاعدة للتوافق مع الأسواق العالمية للكربون. فيما يخص التعاون الدولي، تستعد تايوان للمشاركة الفعّالة بموجب المادة 6 من اتفاق باريس، مما يعزز الأسس التنظيمية والمؤسسات للمشاركة في الأسواق العالمية للكربون. من خلال التقدم في أدوات تسعير الكربون محلياً والتعاون الدولي، تهدف تايوان إلى بناء نموذجها الخاص للمشاركة في سوق الكربون وتقديم مساهمات ذات مغزى في الانتقال العالمي إلى صافي الانبعاثات صفر بوصفها لاعباً رئيسياً معتمد على التصدير في سلاسل الإمداد الإقليمية والعالمية. دمج الموارد وتوسيع الشبكات من أجل التكيف مع المناخ. استجابة لتأثيرات تغير المناخ، تواصل تايوان الدفع قدماً بسياسات التكيف عبر البلاد وفق المادة 7 من اتفاق باريس التي تدعو إلى تعزيز إجراءات التكيف على كافة المستويات. أقامت تايوان خطة وطنية للعمل من أجل التكيف مع تغير المناخ بدورة أربع سنوات، وتغطي سبعة مجالات من بينها البنية التحتية الحيوية، الموارد المائية، استخدام الأراضي، السواحل والمحيطات، إمدادات الطاقة والصناعة، الإنتاج الزراعي والتنوع الحيوي، والصحة. كما تعنى ببناء القدرات. عملت الحكومات المحلية على تطوير برامج التكيف مع تغير المناخ لتعزيز التكيّف وفق سياق محلي، مع نشر تقارير تقدم سنوياً لتعزيز القدرة على التكيّف، وتقوية المرونة، وتقليل الضعف. هذا العام، أنشأت الحكومات المركزية والمحلية وخبراء الصحة العامة ومنظمات المجتمع المدني تحالف استراتيجية التكيف مع الحرارة استجابة لمشكلة الحرارة. في المستقبل، سنواصل البناء على نموذج التعاون بين القطاعين العام والخاص وتوسيع شبكة إجراءات التكيف وتعزيز المرونة الوطنية الشاملة. الدخول في تحولات عالمية وتشكيل عصر جديد من العمل المناخي. COP30 ستكون حدثاً بارزاً بمناسبة مرور خمس سنوات على تنفيذ اتفاق باريس، وستكون نقطة انطلاق للمرحلة التالية من العمل المناخي العالمي. تتماشى تايوان مع المجتمع الدولي بتقديم NDC 3.0 وإكمال أول تقرير للشفافية الثنائي السنوي استجابةً لإطار الشفافية العالمي المشار إليه في المادة 13 من اتفاق باريس. تؤكد هذه الجهود قابلية توقع سياسات تايوان المناخية والتزامها بالحوار الدولي. كما أن تايوان تعمل بحزم في شأن الانتقال إلى صافي الانبعاثات الصفرية من خلال تعزيز العمل على تسعير الكربون، ودفع التحول البنيوي، وتوسيع إجراءات التكيف، وبناء أطر دعم سياساتية قوية. هذا العمل يبيّن العزم والقدرة على مواجهة تحديات تغير المناخ. ومع ذلك، تدرك تايوان أن صافي الانبعاثات الصفرية ليس هدفاً يمكن لأي دولة تحقيقه بمفردها، بل هو مسار جماعي تخوضه المجتمع الدولي معاً. ندعو كل الدول إلى دعم مشاركة تايوان في COP30 ببلّيم بالبرازيل هذا نوفمبر، وذلك لتمكين تايوان والمجتمع الدولي من الاستجابة معاً لأزمة المناخ بروح الجهد العالمي المشترك. بالعمل معاً، يمكننا المضي قدماً نحو التطبيق الكامل لاتفاق باريس وخلق عالم صافي الانبعاثات صفر.