

عندما يقول عضو جمهوري من منطقة المراعي كفى، تعلم أن الأرض تتغير. السيناتور ديب فشر من نبراسكا، البلد الذي يحيا باللحم البقري، أعلنت علناً انقسامها عن الرئيس دونالد ترامب بعد أن طرح خطة لشراء لحم بقري أرجنتيني لخفض الأسعار في الداخل. أثناء حديثه إلى الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية الأميركية، قال ترامب: «سنشتري بعض اللحم البقري من الأرجنتين. إذا فعلنا ذلك، فسيؤدي ذلك إلى انخفاض أسعار لحمنا البقري». وقع التعليق كصاعقة في أوساط بلد المراعي وفتح باب تمرد داخلي نادر داخل الحزب في أميركا التي تستهلك اللحوم الحمراء. فشر لم يترك الكلام في سبيله، فأعلنت على منصة X: «في الوقت الحالي، تدخل الحكومة في سوق لحم البقر سيؤذي مربي الماشية لدينا»، وأضافت في بيان أن الولايات المتحدة لديها «لحم بقري آمن وموثوق». ثم جاءت العبارة التي ارتدت أصداؤها في دوائر الزراعة، «إذا كان الهدف هو معالجة أسعار اللحم البقري في السوبرماركت، فهذه ليست الطريقة». وأكدت أنها تدعو الإدارة إلى التركيز على صفقات التجارة التي تفيد المنتجين، لا الواردات التي «ستلحق ضرراً أكثر من نفع». المكاسب السياسية واضحة. المزارعون يشكلون كتلة جمهورية ثابتة، وهم غاضبون. كولن وودال، المدير التنفيذي لجمعية مربي البقر الوطنية، صب جام غضبه على الفكرة واصفاً إياها بأنها «خطة تؤدي فقط إلى الفوضى في وقت حاسم من السنة لمربي الماشية الأميركيين، مع عدم القيام بأي شيء لخفض أسعار البقالة». كما صدرت أصوات من جماعات الصناعة تؤكد مخاوفها، محذرة من أن تدفقاً سريعاً لمنتج أرجنتيني قد يزعزع الأسواق دون تقديم تخفيض في سعر البيع للمستهلك. حتى الجمهوريون الذين يتسمون عادة بالود يعبرون عن انشقاقهم. وزير الزراعة في تكساس سيد ميلر، وهو حليف ثابت لترامب، حذر من أن المزيد من الواردات سيؤذي المزارعين الذين يعانون من الجفاف وضغط الأمن الحيوي بعد تفشٍ لدودة Screwworm في المكسيك عطّل حركة الماشية عبر الحدود. باختصار، لا يمكن أن يكون التوقيت أسوأ بالنسبة للمنتجين الذين يحاولون إعادة البناء. صاغ البيت الأبيض حديث الواردات كجزء من خطة أوسع لتهدئة التضخم الغذائي وتقديم «شريان حياة» للأرجنتين، حيث يحاول حليف ترامب، الرئيس خافيير ميليي، التعامل مع اقتصاد منكوب. وجادل ترامب بأن استيراد بعض اللحم البقري قد يساعد البلدين. لكن الاقتصاديين وبعض أعضاء البرلمان من الولايات الزراعية يشكون من أن كميات قليلة من الأرجنتين لن تخفض بشكل ملموس أسعار التجزئة الأميركية، خاصة في ظل انخفاض الماشية الوطنية تاريخياً نتيجة سنوات الجفاف. تعكس تعليقات ترامب مدى سرعة أن تُثير فكرة تجريبية استياء في قاعدة رئيسية. خلال ساعات، سارعت جماعات المراعي إلى القول بأنهم في حالة حرب، واهتزت الأسواق المستقبلية، واتصلت فشر بالإدارة مطالبةً بتوضيح الموقف. السؤال المركزي، وإن لم يُقل صراحة، سياسي: لماذا الدخول في صراع مع الناخبين الريفيين من أجل حل لا يعتقد كثير من الخبراء أنه سيؤثر في أسعار المستهلكين. وهنالك خلفية تتعلق بالصحة والسلامة. يلاحظ مخضرمون في الصناعة أن أرجنتين واجهت في الماضي صعوبات مع أمراض حيوانية، وهو تذكير بأن أي دفع للواردات سيجلب تدقيقاً شديداً من الجهات التنظيمية وجمهوراً شديد الحساسية تجاه سلامة الغذاء. حتى مجرد تصور بأن المعايير قد تصبح أضعف، يحذرون، قد يضر بالعلامة التجارية التي بنى مزارعو الولايات المتحدة سمعتها لعقود. حتى الآن، تلتقط رسالة فشر المزاج غرب نهر ميسوري: دعم اقتصاد اللحم البقري من خلال فتح الأسواق، لا تقويضه بواردات تقودها الحكومة. قد تكون خطوة الانفصال عن ترامب أول تشقّق بارز في السد، لكن بلد المراعي يتحدثون بصوت واحد بالفعل.