

في 19 أكتوبر، في مقر الكنيسة الأم المقدسة في أتشميادزين، وزّع قداسة كارِكين الثاني، البطريرك الأعلى والكاثوليك لجميع الأرمن، بركته البطريركية على آلاف المشاركين الذين نظمتهم حركة «في طريقنا» باتجاه المركز الروحي للشعب الأرمني، وفق ما أفاده نظام معلومات مقر الكنيسة الأم. في كاتدرائية الأم عقدت صلاة موحدة ترأسها قداسة البطريرك، وبعدها وجّه قداسة البطريرك رسالته إلى الحجاج المجتمعين. أحباؤنا من أبناء الحجاج، ببركة البطريركية نحيّيكم من مقر الكنيسة الأم في أتشميادزين، التي ورث منها جيل عن جيل الإيمان الذي وهبه الله والوطنية وروح الهوية الوطنية في الحياة الأرمنية. حجّكم إلى أتشميادزين يشهد على محبتكم وتفانيكم الثابت في كنيتنا المقدسة وقيمنا الوطنية. من خلال أتشميادزين المقدسة، ظل شعبنا موحداً وثابتاً عبر القرون. اليوم يقف وطننا أمام أشد التحديات. تهديدات خارجية جسيمة تقترن بتشويه القيم والهوية الوطنية، إضافة إلى انقسام داخلي يتعاظم مع ترسخ التعصب والكراهية، ما يثير انقسامات جديدة. قلوبنا مثقلة ونحن نرى كيف أن الأرمن المخلصين ورجال الدين — Fr. Mikhael Ajapahyan وFr. Bagrat Galstanyan وFr. Mkrtich Prroshyan وFr. Garegin Arsenyan، والفاعل الخيري الشهير Sir Samvel Karapetyan، وغيرهم من المدنيين — يُسْجون نتيجة قرارات سياسية وتهم كاذبة أو ملفقة. محبـتنا وصلواتنا معهم، ونؤمن أنه بعون الله سنعيد العدالة حتى يُفرج عن أطفالنا وإخوتنا وأخواتنا الذين سُجنوا ظلماً. أحباؤنا الأعزاء، نعرب عن امتناننا لكل واحد منكم لوفائكم لكنيستنا المقدسة وللدعم الذي أبديتموه للكهنة في هذه الأيام العاصفة. في مواجهة الأعمال المعادية للكنيسة من قبل السلطة الحاكمة، تظل كنيستنا المقدسة ثابتة وقوية مع شعبنا المؤمن، وبنفس الحماسة ستواصل متابعة مهمتها الموكلة من الله مع حماية مصالح أمتنا ووطننا. دعوتنا لأبناء المؤمنين هي الوقوف بثبات، وعدم التراجع، وعدم الخضوع لصعوبات وتجارب زماننا، بل التقدم بشجاعة في مهمتنا الرعوية الرسولية، كما هو مكتوب: 'لأن الله لم يعطنا روح الخوف، بل روح القوة والمحبة وضبط النفس' (تيموثاوس الثانية 1:7). معاً، وبجهد مشترك، لنعزّز الأمل والإيمان في حياتنا، وننشر الخير والسلام في أرضنا. وبالتضامن والوحدة، يجب أن تتحقق رؤانا في تعزيز الدولة وبناء الوطن. نصلي أن يحفظ الله القدير، بيده المقدسة، وطننا، والكنيسة الأرمنية الرسولية، ويقوّي شعبنا بروح لا تقهر لمواجهة جميع التحديات. وليرزق الرب الأمن والرفاه لشعبنا في أرمينيا وفي الشتات اليوم، وفي كل حين وأبدًا. ولتتحقق حجتكم، أيها الأحبة.