قاضٍ فدرالي في أوريغون أمر مؤقتاً بمنع إدارة الرئيس دونالد ترامب من نشر الحرس الوطني في بورتلاند. أصدرَت القاضية كارين إيمرغوت من محكمة المقاطعة الأمريكية أمراً يوم السبت استجابةً لدعوى رفعتها ولاية أوريغون ومدينة بورتلاند، قضت بأن النشر سيكون مخالفاً للدستور الأميركي وللقانون الفيدرالي الذي يحظر استخدام الجيش في إنفاذ القوانين الداخلية. كانت وزارة الدفاع قد أعلنت عن خطط لنقل 200 من أعضاء الحرس الوطني في أوريغون إلى السيطرة الفيدرالية لمدة 60 يوماً لحماية الممتلكات الاتحادية في المواقع التي تجري فيها الاحتجاجات أو من المحتمل أن تجري فيها. سبق أن وصف ترامب المدينة بأنها «مدمَّرة بالحرب» وأمر وزير الدفاع بيت هيغست بتوفير القوات «لإنهاء عهد الرعب اليساري الراديكالي في بورتلاند إلى الأبد»، وفقاً للمتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفت يوم الجمعة. تواصلت نيوزويك مع البيت الأبيض عبر البريد الإلكتروني يوم السبت لطلب تعليق. لماذا يهم: أكدت القاضية إيمرغوت أن القضية تتعلق بـ«العلاقة بين الحكومة الفيدرالية والولايات، وبين الجيش وإنفاذ القانون المحلي، وبالتوازن بين فروع الحكومة الثلاثة التنفيذية والتشريعية والقضائية». يمثل القرار المرة الثانية في أشهر عدة التي تعرقل فيها محكمة فدرالية نشر الحرس الوطني لترامب. ففي الشهر الماضي قضت محكمة بأن نشر ترامب لـ4,700 من جنود الحرس الوطني والمارينز في لوس أنجلوس كان غير قانوني. النمط يوحي بأن هناك قيوداً قانونية محتملة على نهج الرئيس في نشر القوات في مدن يقودها الديمقراطيون، بما في ذلك واشنطن العاصمة وشيكاغو وممفيس. كما أمر ترامب أيضاً بمراجعة المساعدات الفيدرالية لبورتلاند، وقال البيت الأبيض إننا «لن نمول الولايات التي تسمح بالفوضى»، رغم أنه لم يتم تحديد أموال بعينها. لقد هدد الرئيس مراراً بسحب التمويل الفيدرالي كعقوبة للخصوم السياسيين، رغم أن هذا التمويل مُلزَم من قبل الكونغرس. ماذا تعرف: مبنى الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) في بورتلاند كان موقعاً للاحتجاجات الليلية عقب توسيع عمليات الترحيل بموجب سياسات الهجرة لإدارة ترامب. ومع ذلك وجدت القاضية إيمرغوت أن التظاهرات كانت «صغيرة وغير مثيرة للقلق» في الأيام والأسابيع التي سبقت أمر ترامب. وكانت الاحتجاجات والاشتباكات مع السلطات محدودة في منطقة بطول كتلة واحدة داخل مدينة تبلغ مساحتها نحو 145 ميلاً مربعاً ويبلغ عدد سكانها نحو 636,000 نسمة. عادةً ما كانت الاحتجاجات تجتذب عدداً من العشرات قبل إعلان النشر. بينما يحظى الرؤساء عادةً بتقدير كبير لتفويض نشر الحرس الوطني عندما لا تستطيع سلطات إنفاذ القانون العادية تنفيذ القوانين الفدرالية، وجدت القاضية إيمرغوت أن هذا المعيار لم يتحقق في بورتلاند. كتبت أن المدعين أثبتوا بنجاح أن الاحتجاجات لم تكن عنيفة بشكل كبير أو مضطربة، وخلصت إلى أن «قرار الرئيس لم يكن مرتبطاً بالوقائع». قدمت أوريغون الدعوى في 28 سبتمبر بعد أن فشلت مكالمة هاتفية مدتها 10 دقائق مع الحاكمة تينا كوتيك في إقناع ترامب بإلغاء النشر. وتقول الولاية إن إرسال 200 من قوات الحرس الوطني لحراسة مبنى واحد ليس مسألة سلامة عامة، بل عرض سياسي. تصاعد الجدل بعد أن أوقف الصحفي المحافظ نيكولاس سورتور بتهمة السلوك الفوضوي خلال احتجاج. ووصف البيت الأبيض القبض بأنه جزء من «اتجاه يثير القلق» وقالت وزارة العدل إن قسم الحقوق المدنية يراجع ما إذا كان يشكل «تمييزاً على أساس الرأي». رد مكتب شرطة بورتلاند بأن «الاعتقالات تعتمد على السلوك الملاحظ والسبب المحتمل — لا على الانتماء السياسي أو الشهرة العامة». ماذا يقول الناس: القاضية كارين إيمرغوت: «اختيارنا اتباع ما يملي الدستور في هذه العلاقات الثلاث يمس جوهر ما يعنيه العيش تحت حكم القانون في الولايات المتحدة». كارولين ليفت، المتحدثة باسم البيت الأبيض: «سيُنهي الرئيس ترامب عهد اليسار الراديكالي من الرعب في بورتلاند مرة واحدة وإلى الأبد». حاكمة أوريغون تينا كوتيك: «عندما تحدثتُ مع الرئيس أمس، قلتُ له بوضوح أنه لا وجود لتمرد أو تهديد على السلامة العامة يستلزم التدخل العسكري في بورتلاند ولا في أية مدينة أخرى في ولايتنا». قال دان رايفيلت، النائب العام لأوريغون، في بيان صحفي يوم الجمعة: «إرسال 200 من قوات الحرس الوطني لحراسة مبنى واحد ليس أمراً طبيعياً. ما نراه ليس مسألة سلامة عامة، إنه عرض سياسي.»