تُظهر الأبحاث الحديثة أن الحركة المستمرة للصفائح التكتونية للأرض تعيد تشكيل كوكبنا بشكل يومي، لكن عمليات الوشاح العميقة تلعب أيضًا دورًا. تقع العديد من سمات الأرض الأكثر أهمية على حدود الصفائح: تظهر سلاسل الجبال مثل جبال الهيمالايا حيث تصطدم الصفائح القارية؛ تحدث البراكين وخنادق المحيطات مثل تلك الموجودة حول المحيط الهادئ حيث تغوص صفائح المحيط تحت الصفائح القارية. لكن كوكبنا لديه أيضًا العديد من السمات السطحية التي تقع بعيدًا عن حدود الصفائح التكتونية ولا يمكن تفسيرها بسهولة. لفهم هذه الميزات الغامضة بشكل أفضل، قارن الباحثون بيانات سمك القشرة الأرضية مع قياسات الوشاح، لتحديد المواقع التي من المحتمل أن تؤدي فيها الاختلافات في درجة الحرارة وكيمياء الوشاح إلى ظهور انتفاخات وأحواض على سطح الأرض. تظهر النتائج التي توصلوا إليها، والتي نشرت في مجلة البحوث الجيوفيزيائية: الأرض الصلبة، أن المناطق التي يكون فيها الوشاح ساخنًا تنتج بعضًا من أكبر الانتفاخات (يصل ارتفاعها إلى 2 كم وتمتد عبر مئات الكيلومترات)، مثل عفار-اليمن-البحر الأحمر. المنطقة وغرب أمريكا الشمالية وأيسلندا. وفي الوقت نفسه، تنتج مناطق الوشاح الباردة أحواضًا عميقة مثل تلك الموجودة حول البحر الأسود، وبحر قزوين، وبحر آرال، وفي سهل أوروبا الشرقية. تتطور هذه الميزات ببطء على مدى ملايين السنين، ولكنها أساسية للعمليات الجيولوجية مثل التآكل والترسب الرسوبي.