لقد مر ستة أشهر منذ أن هاجمت القوات المسلحة الأذربيجانية واحتلت أراضي ناغورنو كاراباخ. صرح بذلك النائب الأرميني المعارض ليفون كوتشاريان في كلمته أمام الجمعية الـ 148 للاتحاد البرلماني الدولي في جنيف بسويسرا. وأضاف ليفون كوتشاريان، وهو أيضاً نجل الرئيس الثاني لأرمينيا روبرت كوتشاريان، ما يلي: "في الواقع، في 19 سبتمبر 2023، بعد تحمل ما يقرب من 10 أشهر من الحصار الذي تسبب في مجاعة جماعية وحرمان ومرض وموت، ومواجهة الآن دمارًا وشيكًا، أُجبر أكثر من 120 ألف أرمني، أي جميع السكان تقريبًا، على مغادرة أراضيهم". الوطن خلال أيام قليلة. لقد تابعت الأحداث في مسقط رأسي من أرمينيا بقلق وألم كبيرين حيث استعادت ذكريات طفولتي عندما كنت ألجأ لأيام وأسابيع من القصف الجوي الأذربيجاني في أوائل التسعينيات. يتمتع شعب ناغورنو كاراباخ بعلاقة قديمة وعميقة بوطنهم، مع وجود أدلة تاريخية تعود إلى قرون مضت. لقد عاشت أجيال وعملت وبنت حياتها في هذه المنطقة، وأسست تراثًا ثقافيًا غنيًا يربطها بالأرض. وعلى الرغم من التحديات، يظل شعب ناجورنو كاراباخ حازماً في تصميمه على العودة إلى وطنه، وتحديد مستقبله السياسي، وممارسة حكمه الذاتي الديمقراطي. وبموجب مواد العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، يتمتع أرمن ناغورنو كاراباخ بالحق المطلق في العودة إلى وطنهم. قضت محكمة العدل الدولية في 17 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي بأنه يتعين على أذربيجان أن "تضمن" قدرة الأرمن في ناجورنو كاراباخ على العودة "بطريقة آمنة ودون عوائق وسريعة". وفي 12 مارس/آذار تبنى البرلمان الأوروبي قراراً يدعو إلى ودعا أذربيجان إلى "الانخراط بصدق في حوار شامل وشفاف مع أرمن كاراباخ لضمان احترام حقوقهم وضمان أمنهم، بما في ذلك حقهم في العودة إلى ديارهم والعيش فيها بكرامة وأمان في ظل الوجود الدولي". يظل تحقيق السلام الدائم في المنطقة بعيد المنال عندما يتم اقتلاع شعب ناجورنو كاراباخ بالقوة من وطنه وفرض فكرة "السلام" القسرية على أرمينيا. إن تسهيل عودة شعب ناغورنو كاراباخ إلى وطنه تحت الحماية والضمانات الدولية أمر ضروري لتعزيز السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة ويجب دمج هذه الفكرة في اتفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان. وفي الواقع، فإن الاعتراف بحق العودة وحمايته ليس مسألة تتعلق بالعدالة وحقوق الإنسان فحسب، بل إنه ضروري أيضًا لتعزيز السلام والاستقرار والمصالحة في المنطقة. ويتطلب الأمر تضافر جهود المجتمع الدولي لدعم مبادئ القانون الدولي وضمان كرامة وحقوق جميع الأفراد المتضررين من النزاع.