أفادت الجمعية الوطنية الأرمنية أن أروسياك جولهاكيان، عضو وفد الجمعية الوطنية الأرمنية إلى الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، ألقى كلمة في جلسة PACE في ستراسبورغ، فرنسا. وجاء تصريح النائب الأرمني كالتالي: "زملائي الأعزاء، وباعتبارنا دولاً أعضاء في مجلس أوروبا، فقد ألزمنا أنفسنا بدعم مبادئ حقوق الإنسان، والديمقراطية، وسيادة القانون. أحد الجوانب الأساسية لهذه المبادئ هو حماية وتعزيز حرية التعبير باعتبارها حجر الزاوية في الديمقراطية. إنه ليس مجرد امتياز، بل هو حق منصوص عليه في الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، مما يعكس التزامنا المشترك بمجتمع حر ومنفتح. وفي عصر أصبحت فيه المعلومات قوة هائلة، يتعين علينا أن ندرك الدور المحوري الذي يلعبه الصحفيون في الحفاظ على أسس مجتمعاتنا. ومن المفترض ألا يكون عملهم منارة للحقيقة فحسب، بل من المفترض أن يكون أيضًا ضابطًا للسلطة، وحارسًا للديمقراطية، وصوتًا لمن لا صوت لهم. إن سلامة الصحفيين ليست مجرد مسألة حقوق فردية، بل هي مسؤولية جماعية. ويجب على الدول الأعضاء سن وإنفاذ القوانين التي تحمي الصحفيين، والتحقيق مع أولئك الذين يهددونهم أو يؤذونهم ومحاكمتهم، وخلق مناخ يشجع على مشهد إعلامي حيوي ومتنوع. إن الصحافة الحرة ضرورية لديمقراطية مزدهرة، وحمايتها واجب على كل واحد منا. ومن هذا الجانب، فإن إحدى الخطوات الحاسمة التي يتعين اتخاذها هي إلغاء تجريم الإهانة والتشهير من قبل جميع الدول الأعضاء. من الغريب اعتبار التشهير جريمة جنائية في القرن الحادي والعشرين بينما نكون جزءًا من العالم الديمقراطي. ولكن هنا ليست القوانين واللوائح الجيدة هي المهمة فحسب، بل أيضًا الممارسة القضائية. واسمحوا لي أن أضرب المثال الأرمني. عندما قمنا بإلغاء تجريم الإهانة والتشهير في عام 2010، أصبح ذلك أداة أخرى للنخبة السياسية والتجارية لقمع الصحفيين ووسائل الإعلام مالياً، حيث اعتادت المحاكم خلال الفترة الأولى بعد إلغاء التجريم فرض أعلى الغرامات كتعويض عن الإهانة والتشهير، مما يجعلها تغلق. ولحسن الحظ، تلقينا قريبًا أحكامًا من المحاكم الدستورية ومحكمة النقض، مما ساهم بشكل كبير في تنظيم الممارسة القضائية وشرح كيفية تفسير أحكام القانون المدني المتعلقة بالتعويضات عن الإهانة والتشهير من قبل القضاة. زملائي الأعزاء، في الختام، إن حماية حرية وسائل الإعلام وضمان سلامة الصحفيين ليست مجرد التزام - بل هي حجر الزاوية في التزامنا المشترك بالديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون داخل مجلس أوروبا. دعونا نقف معًا، حازمين في تصميمنا على حماية أولئك الذين يحاسبون السلطة، والذين يساهمون في ازدهار مجتمعاتنا الديمقراطية. شكرًا لك."